المحتوى
يحدث النوم الزائد، أو النوم لأكثر من تسع ساعات في الليلة، لأسباب عديدة. ربما تنام أكثر من اللازم لأنك تقاوم مرضًا، أو تحاول تعويض ما فاتك بعد بضع ليالٍ من الحرمان من النوم. ومع ذلك، قد يكون النوم الزائد علامة على اضطراب النوم، أو اضطراب الصحة العقلية، أو مشكلة صحية أخرى. سنتناول في هذا المقال تعريف النوم الزائد، والقضايا المختلفة التي تسبب النوم الزائد، وما يمكنك فعله إذا كنت تميل إلى النوم الزائد.
ما هو النوم الزائد؟
يُعرف النوم الزائد أو النوم الطويل بأنه النوم لأكثر من تسع ساعات في فترة 24 ساعة. فرط النوم يصف الحالة التي تنام فيها أكثر من اللازم وتشعر بالنعاس المفرط أثناء النهار. يسبب الخدار واضطرابات النوم الأخرى عادةً فرط النوم. يطلق أيضًا على النوم المفرط المستمر باضطراب فرط (EQS) الذي يسبب لك ضائقة في الحياة اليومية وكمية مفرطة من النوم مجهول السبب.
في المتوسط، يحتاج معظم البالغين إلى سبع ساعات من النوم على الأقل كل ليلة. النوم الجيد ليلاً يعزز الصحة العامة واليقظة العقلية بدون الحصول على قسط كافٍ من النوم، قد تشعر بالخمول وعدم القدرة على التركيز. ومن ناحية أخرى، قد يؤثر النوم المفرط أيضًا على صحتك.
تعتمد كمية النوم التي تحتاجها كل ليلة على عاداتك وأنشطتك أثناء النهار وصحتك وأنماط نومك. قد يحتاج كبار السن إلى ست ساعات فقط من النوم بينما قد يحتاج أشخاص آخرون، مثل الرياضيين، إلى ساعة إضافية من النوم. في بعض الأحيان قد تحتاج إلى المزيد من النوم أكثر من المعتاد، مثل بعد نشاط شاق أو السفر. إذا كانت ساعة أخرى من النوم تساعدك على الشعور بأفضل ما لديك، فهذا القدر من النوم مناسب لجسمك. إذا كان النوم لفترة أطول باستمرار يجعلك متعبًا أو حتى تغفو أثناء النهار، فقد يكون ذلك علامة على وجود مشكلة صحية أساسية.
اعراض الإفراط في النوم
بالإضافة إلى النوم أكثر من تسع ساعات في الليلة، تشمل الأعراض الأخرى للنوم الزائد ما يلي:
- القيلولة المفرطة أثناء النهار
- نعاس مفرط أثناء النهار
- صداع
ما هي أسباب النوم الزائد؟

يمكن أن يحدث الإفراط في النوم كاستجابة طبيعية لتعويض “دين النوم”. على سبيل المثال، عندما تتعرض للحرمان من النوم لعدة ليالٍ بسبب ضغط عمل أو مشروع مهم، قد تشعر بالحاجة إلى النوم لفترة أطول في عطلة نهاية الأسبوع لتعويض ما فاتك.
هناك أيضًا عدة حالات صحية قد تسهم في زيادة مدة النوم والنعاس المفرط خلال النهار، منها:
- اضطرابات النوم: مثل انقطاع النفس أثناء النوم، والأرق، والنوم القهري.
- الاضطرابات النفسية: مثل الاكتئاب والقلق.
- السمنة: التي يمكن أن تؤثر على جودة النوم.
- أمراض القلب والأوعية الدموية: التي قد تسبب التعب والنعاس.
- السكري: حيث تؤثر التقلبات في مستويات السكر على النوم.
- الألم المزمن: الذي قد يؤدي إلى زيادة الحاجة للنوم.
- قصور الغدة الدرقية: الذي يمكن أن يسبب شعورًا دائمًا بالتعب.
- انقطاع التنفس أثناء النوم: يؤدي انقطاع التنفس أثناء النوم إلى توقف مؤقت في التنفس أثناء الليل، مما يجعلك تشخر وتختنق، مما يسهم في الشعور بالنعاس خلال النهار. وللتعويض عن قلة النوم، قد تغفو خلال اليوم وتحاول النوم لفترة أطول ليلاً، مما يزيد من احتمالية الإفراط في النوم وغالبًا ما يمكن علاج أعراض انقطاع النفس أثناء النوم من خلال العلاج المناسب. بعد إجراء دراسة نوم لتأكيد الحالة، قد يوصي مقدم الرعاية الصحية باستخدام جهاز CPAP، الذي يساعد في دعم التنفس أثناء النوم.
- النوم القهري: يتميز النوم القهري بثلاثة أنواع، لكن جميعها تتسم بالنعاس المفرط أثناء النهار ورغبة قوية في النوم، تُعرف بنوبات النوم. في حالة الخدار الثانوي، الذي ينجم عن إصابة منطقة تحت المهاد، قد تحتاج إلى أكثر من 10 ساعات من النوم كل ليلة. رغم أن الخدار هو حالة مستمرة، إلا أن التحكم بها ممكن من خلال العلاج، بما في ذلك الأدوية وتعديلات نمط الحياة.
- فرط النوم مجهول السبب : إذا لم يستطع الأطباء تحديد السبب وراء نومك الزائد، قد يتم تشخيصك بفرط النوم مجهول السبب. يتميز هذا الاضطراب بصعوبة الاستيقاظ والنعاس المفرط، حيث قد تصل ساعات نومك من 14 إلى 18 ساعة يوميًا دون الشعور بالراحة. لعلاج هذه الحالة، عادةً ما يصف الأطباء أدوية مشابهة لتلك المستخدمة في علاج الخدار، لكن فعاليتها قد تكون أقل.
- الاكتئاب والقلق : يعاني الأفراد الذين يواجهون الاكتئاب والقلق غالبًا من اضطرابات النوم. يمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى الإفراط في النوم أو صعوبة في النوم، ويظهر هذا بشكل خاص بين المراهقين وكبار السن. أظهرت الدراسات أن هناك ارتباطًا واضحًا بين فترات النوم الطويلة وارتفاع معدلات الاكتئاب، بينما يعاني الأشخاص الذين لديهم اضطرابات القلق أيضًا من زيادة في فترات النوم.تتوفر عدة علاجات للاكتئاب والقلق، بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي وبعض الأدوية التي يمكن أن تحسن الأعراض. من المهم استشارة مقدم الرعاية الصحية لتحديد خيارات العلاج المناسبة لك.
تاثير النوم الزائد على الصحة العامة
النوم الزائد، تمامًا كالنوم القليل، يمكن أن يؤثر سلبًا على صحتك العامة ويؤدي إلى مجموعة من المشكلات الصحية. تشير الدراسات الحديثة إلى أن الإفراط في النوم قد يسبب تداعيات جسدية ونفسية متنوعة. ومن بين هذه الآثار:
- زيادة الالتهاب: النوم لفترات طويلة قد يزيد من مستويات الالتهاب في الجسم، وهو عامل مرتبط بالعديد من الأمراض المزمنة.
- ضعف الجهاز المناعي: يمكن أن يؤثر الإفراط في النوم على وظيفة الجهاز المناعي، مما يقلل من قدرة الجسم على مقاومة العدوى والأمراض.
- زيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة: يرتبط النوم الزائد بارتفاع احتمالية الإصابة بأمراض مثل السكري وأمراض القلب.
كما أظهرت الأبحاث أن كل من النوم القصير والطويل مرتبط بمشاكل صحية خطيرة، بما في ذلك:
- السمنة: النوم الزائد يمكن أن يؤدي إلى تباطؤ في عملية الأيض وزيادة الوزن.
- الاضطرابات النفسية: مثل الاكتئاب والقلق، والتي قد تزيد من مشاعر الضيق وتؤدي إلى مشكلات مزاجية متكررة.
- أمراض القلب التاجية: النوم لفترات طويلة يرتبط بزيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب.
- السكري: يمكن أن تؤدي تقلبات النوم إلى التأثير على مستويات السكر في الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري.
- السكتة الدماغية: هناك صلة بين النوم الطويل وزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بسبب تأثيره على صحة الأوعية الدموية.
بالتالي، الحفاظ على توازن في مدة النوم يعتبر مفتاحًا للصحة الجيدة، حيث أن الإفراط في النوم قد يكون له عواقب طويلة الأمد تمامًا كالنوم غير الكافي.
نصائح لتجنب الإفراط في النوم
إذا كنت تشعر بالقلق من النوم الزائد، فمن الأفضل التواصل مع طبيبك لمناقشة نمط حياتك وعادات نومك. قد يكون من المفيد الاحتفاظ بمذكرات نوم توثق فيها أوقات النوم والاستيقاظ، إلى جانب فترات القيلولة. يمكن لهذه البيانات أن تساعد الطبيب في تحديد الأسباب المحتملة وراء الإفراط في النوم وتقديم خطة علاج مناسبة.
إلى جانب البحث عن الأسباب الصحية، يمكنك اعتماد بعض العادات لتعزيز نومك الصحي والتخلص من الإفراط في النوم:
- الالتزام بجدول نوم منتظم: حاول النوم والاستيقاظ في نفس الوقت يوميًا، حتى في عطلات نهاية الأسبوع. يساعد ذلك على ضبط ساعتك البيولوجية وتجنب تراكم نقص النوم.
- إنشاء روتين مهدئ قبل النوم: احرص على تخصيص وقت للاسترخاء قبل النوم. تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم مباشرةً، لأن الضوء الأزرق المنبعث منها يمكن أن يؤخر نومك.
- تهيئة بيئة مثالية للنوم: احرص على أن تكون غرفة نومك معتدلة الحرارة ومظلمة وهادئة. يمكنك استخدام ستائر معتمة أو سدادات أذن إذا كنت بحاجة لذلك.
- البقاء نشطًا خلال اليوم: ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والتعرض لأشعة الشمس خلال النهار يساعد في تحسين جودة نومك ليلاً. فقط تأكد من تجنب التمارين الشاقة قرب وقت النوم.
- تنظيم فترات القيلولة: حاول تجنب القيلولة المتأخرة في اليوم، حيث يمكن أن تؤثر على قدرتك على النوم في الوقت المحدد ليلاً. الأفضل أن تكون القيلولة قصيرة وتحدث في وقت مبكر من اليوم.
اتباع هذه النصائح يساعدك في تحسين جودة نومك وتقليل الإفراط فيه، مما يسهم في الحفاظ على صحتك العامة وتحقيق توازن صحي في حياتك اليومية.
المراجع
- موسوعة ADAM الطبية. (2019، 8 أبريل). فرط النوم مجهول السبب. MedlinePlus.، تم الاسترجاع في 9 مايو 2021، منhttps://medlineplus.gov/ency/article/000803.htm
- المعهد الوطني للصحة العقلية. (2020). الاكتئاب.، تم استرجاعه في 9 مايو 2021، منhttps://www.nimh.nih.gov/health/publications/depression/