ما لا تعرفة عن القيلولة السريعة وفائدتها لعقلك !

القيلولة السريعة ، هذه الفترة القصيرة من الراحة التي يمكنك قضاؤها في وسط اليوم، قد تكون مفتاحًا لتحسين صحتك العقلية والجسدية، فضلاً عن تعزيز إبداعك وتحفيز تفكيرك. في عالم مليء بالضغوطات والمسؤوليات، قد تكون القيلولة القصيرة بمثابة فرصة لإعادة شحن طاقتك وتجديد حيويتك.

فوائد القيلولة السريعة:

• تعزيز الانتباه والتركيز: يُظهر العديد من الدراسات أن القيلولة السريعة القصيرة يمكن أن تعزز الانتباه والتركيز. عندما تأخذ قسطًا من الراحة خلال النهار، يمكن لدماغك إعادة ترتيب الأفكار وتجديد الطاقة، مما يجعلك أكثر تركيزًا وفعالية لاحقًا في اليوم.
• تحسين الذاكرة ومعالجة المعلومات: تؤكد الأبحاث أن القيلولة السريعة تساعد في تعزيز الذاكرة وتحسين قدرتك على معالجة المعلومات. من خلال منح دماغك الراحة اللازمة، يمكنه أن يعيد تنظيم المعلومات وتثبيتها بشكل أفضل، مما يؤدي إلى زيادة فعالية أدائك العقلي.
• تحسين المزاج والتفكير الإبداعي: تعتبر القيلولة أيضًا وقتًا للانغماس في عوالم الأحلام والتفكير الإبداعي. من خلال الراحة والاسترخاء، قد تجد نفسك أكثر قدرة على التفكير بشكل إبداعي وابتكاري. ففي الحلم والتأمل، قد تجد الحلول للمشاكل والأفكار الجديدة التي كنت تبحث عنها.
• تعزيز الصحة العامة: بالإضافة إلى فوائدها العقلية، تساعد القيلولة السريعة أيضًا في تحسين صحتك العامة. تقليل مستويات التوتر والتوتر يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم.

الأوقات للقيلولة ومدة القيلولة المثلى تختلف بين الأشخاص وتعتمد على عوامل متعددة مثل نوعية النوم الليلي، متطلبات العمل والدراسة، والجدول اليومي لكل فرد. ومع ذلك، هناك بعض الإرشادات العامة:

افضل وقت للقيلولة السريعة:

أفضل فترة لأخذ قيلولة هي عادة ما بين الساعة الواحدة والثالثة بعد الظهر، حيث يكون الجسم قد استهلك جزءًا كبيرًا من طاقته بعد وجبة الغداء. في هذه الفترة، يبدأ الجسم في الدخول في حالة طبيعية من الإرهاق، مما يجعل القيلولة في هذا الوقت مثالية لاستعادة النشاط دون التأثير على النوم الليلي.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون القيلولة في فترة ما قبل العشاء فعالة، خاصة للأشخاص الذين مروا بيوم طويل وشاق. هذه القيلولة المسائية تساعد على التخلص من التعب وتجديد الحيوية، مما يتيح لهم إكمال بقية اليوم بنشاط، ولكن من المهم أن تكون قصيرة حتى لا تؤثر على النوم ليلاً.

مدة القيلولة السريعة:

تُعتبر القيلولة المثالية تلك التي تتراوح مدتها بين 10 إلى 30 دقيقة، حيث تمنح الجسم فرصة للراحة والاسترخاء دون الدخول في مرحلة النوم العميق. هذه المدة القصيرة تُسهم في تعزيز الشعور بالانتعاش والحيوية بعد الاستيقاظ، دون أن تُسبب الإحساس بالتعب أو الكسل.

أما في حالة القيلولات التي تتجاوز هذا الحد، فقد يتسبب النوم الطويل في الوقوع في مراحل أعمق من النوم، مما يجعل الاستيقاظ منها صعبًا ويؤدي إلى الشعور بالخمول والكسل، الأمر الذي قد يؤثر سلبًا على نشاطك لبقية اليوم.

العوامل الفردية:

لتحقيق أقصى فائدة من القيلولة، يجب أن تتماشى مدتها ووقتها مع احتياجات كل شخص ونمط حياته اليومي. فبعض الأفراد قد يحتاجون إلى قيلولات طويلة نسبيًا ليشعروا بالانتعاش واستعادة الطاقة، بينما يفضل آخرون القيلولات القصيرة والمنتظمة التي تُبقيهم نشيطين طوال اليوم.

من الضروري أن نفهم أن القيلولة ليست بديلاً عن النوم الجيد خلال الليل، بل يجب أن تكون مُكملة له. لا يمكن لقيلولة أثناء النهار تعويض الساعات التي قد تفقدها في الليل، ولكنها تستطيع تحسين أدائك إذا كنت قد حصلت بالفعل على قسط كافٍ من الراحة. تجربة توقيتات مختلفة للقيلولة ومدتها سيساعدك على اكتشاف أفضل نمط يتناسب مع احتياجاتك، مما يعزز من طاقتك وصحتك طوال اليوم.

في النهاية، القيلولة ليست مجرد فترة قصيرة للنوم، بل هي بمثابة إعادة شحن لصحتك الجسدية والنفسية. لا تتردد في منح نفسك تلك الدقائق الثمينة من الاسترخاء، فهي استثمار ذكي في إنتاجيتك ورفاهيتك، وتفتح لك أبواب الانتعاش خلال يومك.

المراجع

1. ليجيه، د.، توريس، إم جيه، بايون، في.، هيرسبيرج، إس.، جالان، بي.، شيناوي، إم.، وأندريفا، في. (2019). العلاقة بين الحالات المزمنة الجسدية والعقلية والقيلولة. التقارير العلمية، 9(1).https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/30741949/
2. المعهد الوطني للسلامة والصحة المهنية. (2020، 31 مارس). القيلولة، إجراء مهم لمكافحة التعب. مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، تم الاسترجاع في 20 يوليو 2022، منhttps://www.cdc.gov/niosh/emres/longhourstraining/napping.html