المحتوى
النعاس المفرط أو الشعور بالخمول يعبر عن رغبة شديدة في النوم أو صعوبة في البقاء مستيقظًا خلال الأوقات التي يتوجب عليك فيها أن تكون نشطًا ويقظًا، خاصة خلال ساعات النهار. قد تجد نفسك تغفو في لحظات غير ملائمة، مثل أثناء العمل أو حتى أثناء القيادة.
غالبًا ما يكون النعاس المفرط خلال النهار (EDS) عرضًا لمشكلة أخرى أو تأثيرًا جانبيًا لحالة كامنة، وليس اضطرابًا بحد ذاته. في الواقع، معظم الأشخاص الذين يعانون من هذا النعاس لديهم أسباب خفية تؤدي إلى شعورهم بالإرهاق، حتى وإن لم يكونوا على دراية بتلك الأسباب. لذلك، معرفة السبب الجذري لهذه الحالة هو أول خطوة في معالجتها والتخلص منها.
ماهي أضطرابات النوم التي تسبب عادة النعاس المفرط؟

يُعتبر النعاس المفرط خلال النهار علامة مشتركة للعديد من اضطرابات النوم المختلفة التي تؤثر على جودة الراحة والنوم العميق. فيما يلي بعض الاضطرابات الشائعة التي غالبًا ما ترتبط بالنعاس المفرط:
- انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم: يحدث هذا الاضطراب عندما تتوقف مجاري الهواء بشكل متكرر أثناء النوم، مما يؤدي إلى انقطاع التنفس وإيقاظ الشخص بشكل متكرر دون أن يدرك ذلك.
- متلازمة تململ الساقين: يتسبب هذا الاضطراب في شعور الشخص بعدم الارتياح في ساقيه، مما يدفعه إلى تحريكهما باستمرار أثناء الراحة، وهو ما يؤثر على النوم العميق.
- اضطراب حركة الأطراف الدورية: يشبه متلازمة تململ الساقين، لكنه يتميز بحركات متكررة في الساقين خلال النوم، مما يؤثر سلبًا على جودة الراحة.
- اضطرابات الإيقاع اليومي: مثل اضطراب النوم الناتج عن اختلاف التوقيت (Jet lag) أو اضطراب النوم الناتج عن العمل بنظام الورديات، حيث تؤثر هذه الاضطرابات على توقيت النوم الطبيعي للجسم، مما يجعل النوم في الأوقات المحددة صعبًا ويؤدي إلى النعاس خلال النهار.
- النوم القهري: هو اضطراب عصبي يسبب نعاسًا شديدًا خلال النهار، مما يؤدي إلى نوم مفاجئ وغير متوقع في أوقات غير مناسبة.
- اضطرابات النوم الأخرى: مثل المشي أثناء النوم، الكوابيس الليلية، وتشنجات الساق المرتبطة بالنوم، والتي تؤثر جميعها على راحة الشخص وتجعله يشعر بالإرهاق خلال النهار.
- اضطراب النوم المرتبط بالحيض: قد تعاني بعض النساء من النعاس المفرط أثناء النهار والأرق في الأيام التي تسبق فترة الحيض، مما يؤثر على نمط نومهن.
- فرط النوم مجهول السبب: يُعد هذا اضطرابًا نادرًا حيث يعاني الشخص من نعاس مفرط دون سبب واضح، حتى بعد النوم لفترات طويلة خلال الليل.
من بين كل هذه الاضطرابات، هناك نوعان يظهران بشكل رئيسي على هيئة نعاس مفرط: النوم القهري وفرط النوم مجهول السبب. ومع ذلك، قد لا يدرك الشخص الأعراض الأخرى التي تحدث أثناء النوم. على سبيل المثال، الشخص المصاب بانقطاع التنفس أثناء النوم قد لا يدرك أنه يتوقف عن التنفس، أو قد لا يلاحظ الشخص المصاب باضطراب حركة الأطراف الدورية أنه يرتعش أثناء الليل.
لذا، يعتبر التحدث إلى الطبيب حول هذه الأعراض خطوة ضرورية لتحديد السبب الأساسي للنعاس المفرط.
ما هي اسباب النعاس المفرط؟

النعاس المفرط أثناء النهار (EDS) مشكلة شائعة تؤثر على العديد من الأشخاص، حيث أظهرت الدراسات أن ما يصل إلى 25% من سكان الولايات المتحدة يعانون من هذه الحالة في مراحل مختلفة من حياتهم. ومع ذلك، لا يوجد سبب واحد أو علاج موحد لهذه الحالة، حيث أن أسبابها متنوعة وتختلف من شخص لآخر.
الأبحاث تشير إلى أن النعاس المفرط يرتبط بعدد من العوامل الكامنة التي تؤثر على جودة النوم واليقظة. من بين الأسباب الشائعة:
- الحرمان من النوم: سواء كان نتيجة نمط حياة مزدحم، أو السفر واختلاف التوقيت، أو حتى اضطرابات النوم المتكررة التي تؤثر على الراحة.
- اضطرابات النوم: مثل انقطاع التنفس أثناء النوم، متلازمة تململ الساقين، أو اضطراب حركة الأطراف الدورية، كلها تساهم في تقليل جودة النوم وتؤدي إلى الشعور بالنعاس خلال النهار.
- البيئة المحيطة: الضوضاء، الإضاءة غير المناسبة، ودرجات الحرارة المزعجة يمكن أن تسبب اضطرابات في النوم، مما يزيد من النعاس خلال اليوم.
- الاضطرابات العصبية: بعض الحالات مثل مرض باركنسون والصرع تؤثر على الدماغ وتؤدي إلى الشعور بالإرهاق والنعاس المستمر.
- الصحة العقلية: الاكتئاب والقلق من الحالات النفسية التي تؤثر بشكل مباشر على نمط النوم وتؤدي إلى النعاس المفرط.
- المشاكل الصحية الجسدية: مثل فشل القلب أو أمراض الكبد التي تؤدي إلى ضعف الجسم والشعور بالإرهاق المزمن.
- الأدوية: بعض العقاقير، خاصة مسكنات الألم والمهدئات، قد تسبب آثارًا جانبية تؤدي إلى النعاس خلال النهار.
مع هذا التنوع في الأسباب، يصبح من الضروري فهم الحالة الصحية لكل فرد بشكل دقيق لتحديد العلاج المناسب للتغلب على النعاس المفرط.
تحديد أسباب النعاس المفرط وعلاجها
التعرف على أسباب النعاس المفرط هو خطوة حاسمة لما له من تأثيرات سلبية عميقة على حياتك اليومية. النعاس المفرط يمكن أن يُحدث خللًا كبيرًا في مختلف جوانب الحياة، سواء كنت مراهقًا أو بالغًا. بالنسبة للمراهقين، قد يؤثر على أدائهم الأكاديمي، علاقاتهم الشخصية، صحتهم العامة، وحتى قدرتهم على القيادة بأمان. أما في البالغين، فيؤثر بشكل مباشر على كفاءتهم في العمل، مما يسبب تراجع الإنتاجية وزيادة الغيابات، كما قد يزيد من مخاطر وقوع الحوادث في بيئة العمل.
إذا كنت تعاني من النعاس المفرط، فمن المهم أن تستشير طبيبك الذي يمكنه مساعدتك في فهم الأسباب الكامنة وراء هذه المشكلة وتحديد العلاجات المناسبة. وللتوصل إلى التشخيص الدقيق، قد يتبع الطبيب بعض الخطوات المهمة مثل:
- طرح أسئلة حول جودة نومك: لفهم عادات النوم والمشكلات التي تواجهها خلال ساعات الليل.
- الاطلاع على تاريخك الطبي: بما في ذلك الأمراض السابقة أو التشخيصات ذات الصلة.
- استبيان مستوى النعاس: تقييم مدى النعاس الذي تشعر به في أوقات مختلفة من اليوم.
- طلب دراسة النوم: لتقييم اضطرابات النوم المحتملة التي قد تكون وراء النعاس المفرط.
- فحوصات طبية إضافية أو إحالتك إلى أخصائيين آخرين: حسب الحاجة لتحديد أي حالات صحية أساسية.
بناءً على نتائج هذه الفحوصات، قد يقترح طبيبك مجموعة من العلاجات التي قد تشمل:
- تحسين نظافة النوم: مثل اتباع روتين منتظم وثابت للنوم والاستيقاظ.
- علاج اضطرابات النوم الأساسية: كاستخدام جهاز الضغط الهوائي الإيجابي المستمر (CPAP) لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم، أو تناول أدوية متخصصة لعلاج اضطرابات أخرى.
- متابعة طبية للعلاج المناسب للحالة الأساسية: لتوجيه خطة العلاج بشكل أكثر دقة.
- أدوية تعزيز اليقظة: لمساعدتك على البقاء نشطًا خلال النهار.
من خلال تحديد السبب الجذري ومعالجته بشكل فعّال، يمكنك التخلص من آثار النعاس المفرط واستعادة نمط حياتك الطبيعي.
المراجع