المحتوى
ماهو سبب الارتعاش و التعرق أثناء الليل؟ تُعتبر درجة الحرارة عنصرًا أساسيًا في تنظيم إيقاع الجسم اليومي. تخضع حرارة أجسامنا لدورة طبيعية تتماشى مع أنماط النوم والاستيقاظ، حيث تنخفض درجة الحرارة الأساسية في الجسم تدريجيًا خلال الساعات التي تسبق النوم وتستمر في الانخفاض أثناء النوم. على العكس من ذلك، ترتفع درجة حرارة الجلد قبل وأثناء النوم، مما يعكس تعقيد العمليات التي تحدث داخل أجسامنا خلال هذه الفترة.
وأثناء الليل، يقوم الجسم بتنظيم درجة حرارته بعناية للحفاظ على توازن حراري دقيق. عندما نشعر بالبرودة، يتفاعل الجسم من خلال الارتعاش كوسيلة للتدفئة. وفي حالة الشعور بالحرارة الزائدة، يظهر التعرق كاستجابة طبيعية للتخلص من الحرارة الزائدة. لكن في بعض الأحيان، قد يختل هذا التوازن الحراري مما يؤدي إلى الاستيقاظ المفاجئ.
مع ذلك، ليس دائمًا ما يرتبط الارتعاش و التعرق بتنظيم حرارة الجسم فقط. في بعض الحالات، قد يكون هناك أسباب أخرى غير مرئية تؤدي إلى ظهور هاتين الحالتين. لذا، فإن الارتعاش و التعرق أثناء الليل يستحقان الانتباه عندما يصبحان متكررين أو غير مبررين، فقد يكون وراءهما عوامل صحية تحتاج إلى فحص. الارتعاش و التعرق أثناء الليل هما إشارتان على أن جسمك يحاول التكيف، ولكن إذا استمرا بشكل غير عادي، فإنهما قد يشيران إلى شيء أكثر أهمية.
أسباب التعرق الليلي: فهم الظاهرة وأبعادها
التعرق أثناء النوم يمكن أن يكون تجربة مزعجة تؤثر على جودة الراحة الليلية. قد يكون لدرجة حرارة غرفة النوم المرتفعة، أو ارتداء طبقات كثيفة من الملابس، أو استخدام الكثير من الأغطية دور كبير في هذا الأمر. ومع ذلك، هناك مجموعة واسعة من الأسباب الأخرى التي قد تسهم في التعرق الليلي، ومنها:
- العدوى: تُعتبر العدوى البكتيرية والفيروسية من المسببات الشائعة للحُمّى، التي غالبًا ما تكون مصحوبة بالتعرق الليلي. عندما يرتفع درجة حرارة الجسم، يزداد التعرق كوسيلة لتبريد الجسم.
- انقطاع الطمث: تعتبر الهبات الساخنة أحد أبرز أعراض انقطاع الطمث، والتي قد تظهر أثناء الليل وتؤدي إلى تعرق مفاجئ. كما يمكن أن تسبب التقلبات الهرمونية خلال فترات معينة من الدورة الشهرية التعرق الليلي عند النساء قبل انقطاع الطمث.
- الأدوية: بعض الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب والأفيونيات وأدوية السرطان، قد تسبب التعرق كأثر جانبي. أيضًا، يمكن أن يؤدي الانسحاب من الأدوية مثل الأفيونيات إلى زيادة التعرق.
- انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم: تشير الدراسات إلى أن ما يصل إلى ثلث الأفراد المصابين بانقطاع النفس الانسدادي يعانون من التعرق الليلي المتكرر. كما توجد علاقة بين هذا الاضطراب وبعض اضطرابات النوم الأخرى مثل متلازمة تململ الساقين.
- الكحول: استخدام الكحول بشكل مفرط قد يرتبط بالتعرق، سواء ليلاً أو نهارًا. بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر التعرق من الأعراض المعروفة للانسحاب من الكحول.
- القلق: تُظهر الأبحاث أن نوبات الهلع قد تؤدي إلى التعرق أثناء الليل، مما يشير إلى وجود رابط بين الحالة النفسية والتعرق الليلي.
- أسباب صحية أخرى: تشمل بعض الأسباب الأخرى للتعرق الليلي السرطان، وارتداد الحمض، وفرط نشاط الغدة الدرقية، والسمنة، وانخفاض مستوى السكر في الدم، بالإضافة إلى أمراض معينة مثل السل وفيروس نقص المناعة البشرية.
من المهم الانتباه إلى نمط التعرق الليلي ومرافقته للأعراض الأخرى، حيث قد يكون من الضروري استشارة طبيب لتحديد السبب الدقيق وطرق العلاج المناسبة.
أسباب الرعشة أثناء الليل: نظرة تفصيلية
قد تستيقظ في منتصف الليل وأنت ترتجف، وقد يكون لذلك عدة أسباب تتعلق بالبيئة المحيطة بك أو بحالتك الصحية. إليك أبرز هذه الأسباب:
- درجات الحرارة المنخفضة: إذا كانت غرفة نومك باردة بشكل مفرط، أو إذا لم تكن مغطى بشكل كافٍ ببطانيات أو ملابس دافئة، فقد تشعر بالارتعاش والتعرق اثناء النوم . الجسم يحاول الحفاظ على حرارة مناسبة، مما يؤدي إلى تقلص العضلات.
- العدوى: الحمى الناتجة عن العدوى، سواء كانت بكتيرية أو فيروسية، يمكن أن تؤدي إلى ارتعاش الجسم. هذه الحمى هي رد فعل طبيعي من الجهاز المناعي، حيث يقوم الجسم بزيادة درجة حرارته الأساسية للتخلص من الميكروبات.
- انقطاع الطمث: تعاني العديد من النساء من تغيرات هرمونية أثناء الانتقال إلى مرحلة انقطاع الطمث، مما قد يتسبب في قشعريرة باردة. هذه الأعراض يمكن أن تحدث بشكل مفاجئ، أو بعد الهبات الساخنة.
- التخدير العام: بعد العمليات الجراحية، قد يشعر بعض المرضى بالرعشة نتيجة التخدير العام. تشير الدراسات إلى أن ما بين 20 إلى 70% من المرضى قد يعانون من قشعريرة بعد التخدير، وغالبًا ما يكون ذلك مرتبطًا بانخفاض درجة حرارة الجسم أثناء الجراحة.
- انسحاب المخدرات: عند التوقف عن استخدام المخدرات، يمكن أن تظهر أعراض انسحابية تشمل قشعريرة شديدة. الهبات الباردة هي إحدى العلامات المرتبطة بسحب المواد الأفيونية، والتي قد تتطلب مراقبة طبية.
فهم هذه الأسباب يمكن أن يساعد في التعرف على الحالة الصحية العامة واتباع الإجراءات اللازمة لتحسين الراحة أثناء النوم.
استراتيجيات فعّالة للتقليل من الارتعاش و التعرق أثناء النوم
لمن يعانون من الارتعاش و التعرق الليلي نتيجة حالة طبية معينة، يجب أن يكون العلاج موجهًا إلى السبب الجذري. أما إذا كنت غير متأكد من مصدر هذه الأعراض، يمكنك تجربة الخطوات التالية للتحكم بها وتحسين جودة نومك.
1. ضبط درجة حرارة غرفة النوم
تُشير الدراسات إلى أن درجة الحرارة المثالية للنوم تتراوح حوالي 65 درجة فهرنهايت (18 درجة مئوية). لكن الاحتياجات تختلف من شخص لآخر. جرب تعديل درجة حرارة الغرفة لترى ما إذا كان ذلك يخفف من الأعراض. تأكد أيضًا من أن مرتبتك وأغطيتك مصممة لتنظيم الحرارة؛ إذ يمكن أن تؤثر هذه العوامل على درجة حرارة جسمك أثناء الليل.
2. استخدام الملابس المتعددة الطبقات
إذا كنت تعاني من الارتعاش، يمكنك محاولة إضافة طبقات إضافية من الملابس، مثل الجوارب أو البطانيات. أما إذا كنت تتعرق، فقم بإزالة بعض الطبقات وارتداء ملابس فضفاضة تسمح بالتهوية، مما يساعد في الحفاظ على درجة حرارة جسمك في المستوى المناسب.
3. الاستعانة بالمروحة أو الوسائد الحرارية
وجود مروحة في غرفة النوم يمكن أن يساعد على خفض درجة حرارتك، بينما يمكن أن توفر زجاجة الماء الساخن أو وسادة التدفئة شعورًا بالدفء إذا كنت تعاني من الارتعاش. اختر الخيار الذي يناسب حالتك أكثر.
4. مراقبة الحمى
قم بقياس درجة حرارتك، فإذا كانت مرتفعة، فقد تكون تعاني من عدوى. في هذه الحالة، يُنصح بشرب الكثير من السوائل والراحة في المنزل. يمكن أن يساعد الاستحمام بالماء الفاتر في تخفيف أعراض الحمى. بالإضافة إلى ذلك، تتوفر أدوية خافضة للحرارة بدون وصفة طبية يمكن أن تسهم في تخفيف الأعراض.
باستخدام هذه الاستراتيجيات، يمكنك العمل نحو تحسين جودة نومك والتقليل من الارتعاش و التعرق أثناء الليل.
هل تشعر بالقلق؟ ومتى يجب عليك استشارة الطبيب؟
في معظم الحالات، لا يعد الارتعاش و التعرق أثناء الليل مؤشرات على مشاكل صحية خطيرة، لذا لا داعي للقلق. ومع ذلك، إذا كانت هذه الأعراض تتكرر بانتظام أو تستمر رغم تغييرات درجات حرارة غرفة نومك أو الأغطية التي تستخدمها، فقد يكون من الحكمة استشارة طبيبك.
خلال الاستشارة، سيقوم الطبيب بجمع معلومات شاملة عن تكرار وشدة الارتعاش والتعرق لديك، بالإضافة إلى أي أعراض إضافية قد ترافقها. قد يُطلب منك إجراء اختبارات تشخيصية لمساعدتك في تحديد السبب المحتمل وراء هذه الأعراض أو لاستبعاد حالات صحية كامنة.
إذا كنت تعاني من قشعريرة وتعرق ليلي نتيجة للحمى، فمن الضروري الاتصال بالطبيب في حالات معينة. يُنصح بذلك إذا ارتفعت درجة حرارتك إلى 103 درجة فهرنهايت أو استمرت الحمى لأكثر من ثلاثة أيام، أو إذا كانت الحمى مصحوبة بأعراض أخرى مثل صداع شديد، تصلب في الرقبة، ألم في الصدر، طفح جلدي، أو تورم حاد في الحلق. هذه الأعراض قد تشير إلى حالات أكثر خطورة تستدعي تقييمًا طبيًا عاجلاً.
الخاتمه
في نهاية المطاف، الارتعاش و التعرق أثناء الليل قد يكونان مؤشرًا على اختلالات في تنظيم حرارة الجسم أو حتى إشارات لحالات صحية أخرى. الارتعاش و التعرق أثناء الليل يظهران عندما يحاول الجسم التكيف مع درجات الحرارة، سواء من خلال الارتعاش للتدفئة أو التعرق للتبريد. ومع ذلك، إذا استمر الارتعاش و التعرق بشكل متكرر دون سبب واضح، فإن زيارة الطبيب قد تكون ضرورية لفحص الحالة الصحية. تذكر دائمًا أن الارتعاش و التعرق أثناء الليل يستحقان الاهتمام، خاصة إذا ترافقا مع أعراض أخرى.
المراجع
- تشيشاير، دبليو بي، وفيلي، آر دي (2008). فرط التعرق الناجم عن الأدوية وقلة التعرق: حدوثه والوقاية منه وإدارته. سلامة الأدوية، 31(2)، 109-126.http://link.springer.com/10.2165/00002018-200831020-00002
- المعهد الوطني للسرطان. (2019، 16 مايو). أعراض السرطان.، تم استرجاعه في 14 أكتوبر 2020، منhttps://www.cancer.gov/about-cancer/diagnosis-staging/symptoms
