المحتوى
البلغم هو مادة لزجة تنتجها الغدد المخاطية في الجهاز التنفسي، ويلعب دورًا حيويًا في حماية الجسم. يتكون البلغم من مزيج من الماء، والبروتينات، والدهون، والخلايا الميتة، والجراثيم، والفيروسات. تعمل هذه المادة على ترطيب المسالك التنفسية، وتساعد في طرد المهيجات مثل الغبار والدخان، مما يساهم في الحفاظ على صحة الرئتين.
تتغير كمية البلغم ولونه وكثافته حسب الحالة الصحية، حيث قد يكون البلغم شفافًا أو مصفرًا أو أخضرًا، مما يشير إلى وجود عدوى أو التهاب. من الضروري الانتباه إلى التغيرات في البلغم، حيث يمكن أن تكون علامات على حالات صحية مختلفة مثل نزلات البرد، والالتهابات، والربو، وغيرها من الأمراض. في هذا السياق، فهم طبيعة البلغم وأسباب تغييره يمكن أن يسهم في تحسين التشخيص والعلاج.
أسباب تكوُّن البلغم وطرق التخفيف منه
تُعتبر مشكلة تكوُّن البلغم من القضايا الشائعة التي قد يعاني منها الكثيرون، حيث يتكون نتيجة زيادة إفراز المخاط في الجهاز التنفسي. تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى تكوُّن البلغم، وقد تشمل:
1. التهابات الجهاز التنفسي
تعد التهابات الجهاز التنفسي، مثل التهاب الشعب الهوائية والتهاب الرئة، من أكثر الأسباب شيوعًا للبلغم. هذه الالتهابات تسبب زيادة في إفراز المخاط كوسيلة لحماية الرئتين وتسهيل إخراج الجراثيم والفيروسات.

2. الحساسية وتكوُّن البلغم: فهم العلاقة
تُعتبر الحساسية من العوامل الرئيسية للبلغم في الجهاز التنفسي. فعندما يتعرض الشخص لمسببات الحساسية، مثل الغبار أو حبوب اللقاح، يستجيب جهاز المناعة بطرق متعددة، مما يؤدي إلى إفراز المزيد من المخاط.
آلية التفاعل
عند تعرض الجسم لمسببات الحساسية، يتفاعل الجهاز المناعي بزيادة إفراز المواد الكيميائية، مثل الهيستامين. يقوم الهيستامين بتحفيز خلايا الغشاء المخاطي في الجهاز التنفسي لإنتاج المزيد من المخاط، وهو سائل يساعد في التقاط الجزيئات الضارة والمهيجات مثل الغبار وحبوب اللقاح.
الهدف من زيادة المخاط
تكون زيادة إفراز المخاط نتيجة طبيعية تهدف إلى حماية الجهاز التنفسي. فعندما يتجمع المخاط، يعمل كحاجز لمنع دخول المهيجات إلى الرئتين، مما يساهم في تقليل فرص حدوث التهابات أو عدوى. ومع ذلك، قد يؤدي هذا الإفراز الزائد إلى شعور بعدم الارتياح، مثل انسداد الأنف والسعال، حيث يحاول الجسم التخلص من هذا البلغم.
تأثيرات أخرى
تعتبر حالات الحساسية، مثل التهاب الأنف التحسسي، من العوامل الأكثر شيوعًا التي تؤدي للبلغم. الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة قد يشعرون بأعراض أخرى، مثل العطس، الحكة، واحتقان الأنف. في حالات أكثر حدة، قد يتطور الأمر إلى مشاكل تنفسية مثل الربو، حيث يصبح البلغم أكثر كثافة وصعوبة في التخلص منه.
نصائح للتخفيف من الأعراض
يمكن تقليل الأعراض المزعجة المرتبطة بالحساسية والبلغم عن طريق اتخاذ بعض التدابير الوقائية، مثل:
- تجنب مسببات الحساسية: الحد من التعرض للغبار وحبوب اللقاح من خلال الحفاظ على نظافة المنزل.
- استخدام مضادات الهيستامين: التي تساعد في تقليل استجابة الجسم للحساسية.
- الترطيب: شرب كميات كافية من الماء للمساعدة في تخفيف المخاط.
3. الإصابة بنزلات البرد
تعتبر نزلات البرد، التي تُعرف عادةً بأنها عدوى فيروسية، من أكثر الأمراض شيوعًا في فترة معينة من السنة، وغالبًا ما تكون مصحوبة بزيادة إنتاج البلغم. لكن كيف يحدث هذا بالضبط؟
عند دخول الفيروس إلى الجسم، غالبًا ما يكون ذلك عبر الأنف أو الحلق. يبدأ الجهاز المناعي في التعرف على هذا الدخيل والرد عليه. يتفاعل الجهاز المناعي بإفراز مجموعة من المواد الكيميائية، مثل السيتوكينات، التي تُعتبر بمثابة إشارات تحذيرية للجسم. هذه المواد تثير التهابًا في الأنسجة المحيطة، مما يؤدي إلى الشعور بالألم أو الانزعاج في الحلق.
في هذه الأثناء، تستجيب الغدد المخاطية في الأنف والحلق لهذا الالتهاب من خلال زيادة إنتاج المخاط. هذا المخاط، الذي يتحول إلى بلغم في بعض الأحيان، يلعب دورًا مهمًا في التصدي للفيروسات والميكروبات. فهو يساعد على عزل الفيروسات وإخراجها من الجسم، مما يؤدي إلى سيلان الأنف والسعال.
البلغم الذي يتم إنتاجه بكميات كبيرة يمكن أن يكون لزجًا ومزعجًا، مما قد يجعل التنفس أكثر صعوبة ويُحدث شعورًا بالاحتقان. لذلك،فان للبلغم استجابة طبيعية للجسم في حالة الإصابة بنزلة البرد، ولكنه قد يتسبب أيضًا في شعور غير مريح.
من المهم أن نلاحظ أن العلاجات التي تُستخدم للتخفيف من أعراض نزلات البرد، مثل أدوية مضادة للاحتقان ومقشعات، قد تساعد في تخفيف إنتاجها للبلغم، ولكن ليس هناك علاج نهائي للفيروس نفسه. لذلك، يبقى الوقاية من الفيروسات مثل غسل اليدين بشكل منتظم وتجنب الأماكن المزدحمة من أبرز السبل للحفاظ على صحتك.
4. التدخين
يُعتبر التدخين أحد العوامل الرئيسية للبلغم. حيث يؤدي التدخين إلى تهيّج الجهاز التنفسي وزيادة إنتاج المخاط كوسيلة للدفاع.
5. تأثيرات بعض الظروف الصحية الأخرى
توجد ظروف صحية أخرى للبلغم، مثل مرض الربو، والارتجاع المعدي المريئي، والأمراض المزمنة مثل الانسداد الرئوي المزمن.
العلاج الطبيعي لتخفيف البلغم
قبل تجربة أي علاج طبيعي، يُفضل استشارة الطبيب للتأكد من السبب الرئيسي للبلغم وضمان أن العلاج آمن وفعال. من بين العلاجات الطبيعية التي قد تُساعد في التخفيف من البلغم، يمكن تجربة الآتي:
- العسل: يُعتبر العسل من المواد الملطفة للحلق، حيث يحتوي على خصائص مضادة للبكتيريا. يمكن مزج ملعقة صغيرة من العسل في كوب من الماء الفاتر وتناوله لتخفيف البلغم.
- الزنجبيل: يُستخدم الزنجبيل لتسهيل التنفس وتقليل البلغم. يمكن تحضير شاي الزنجبيل عن طريق غلي شرائح الزنجبيل الطازج في الماء، أو مضغ شرائح من الزنجبيل.
- الشاي الدافئ: شرب الشاي الدافئ، خاصةً الأنواع التي تحتوي على أعشاب طبيعية مثل الإكليل والزعتر، قد يساعد في تهدئة الحلق وتقليله للبلغم.
- الاستنشاق بالبخار: يمكن أن يساعد الاستنشاق بالبخار فوق وعاء يحتوي على ماء ساخن في تخفيف الاحتقان وتقليله للبلغم. يُفضل إضافة بضع قطرات من زيت الأوكالبتوس إلى الماء لزيادة الفائدة.
- شرب الماء بكميات كافية: الحفاظ على الترطيب الجيد عن طريق شرب كميات كافية من الماء يُعتبر أمرًا ضروريًا لتخفيف البلغم، حيث يساعد الماء على تخفيف المخاط وجعله أكثر سهولة في الطرد.
ملاحظات هامة
يرجى مراعاة أن هذه الإرشادات لا تعتبر بديلًا للرعاية الطبية المهنية. في حالة استمرار مشكلة البلغم أو تفاقمها، يجب على الفرد الاستعانة بالرعاية الطبية للحصول على تقييم دقيق وخطة علاج مناسبة.
المصادر
- Mayo Clinic. (2022). Phlegm: What it is and how to treat it. Mayo Clinic
- WebMD. (2021). Causes of Phlegm and How to Treat It. WebMD