المحتوى
تشهد السنة الأولى من حياة الطفل العديد من التطورات الحاسمة، ويبقى تحقيق نمط نوم منتظم طوال الليل واحدًا من أكثر الإنجازات التي يتطلع إليها الآباء بحماس. قد يتطلب الأمر بعض الوقت حتى يتكيف الوالدان مع عادات نوم طفلهم الجديدة، ويكتشفوا كيفية معالجة مشاكل النوم عند الاطفال ودعمهم للحصول على نوم كافٍ ومريح. ومع ذلك، من الطبيعي أن تظهر تساؤلات حول ما يعتبر سلوكًا طبيعيًا فيما يخص النوم، وكيفية التعامل مع التغيرات التي قد تطرأ على أنماط نوم الطفل خلال أول اثني عشر شهرًا من حياته.

ما هي كمية النوم التي يحتاجها الطفل؟
كمية النوم التي يحتاجها الطفل تعتمد بشكل كبير على المرحلة العمرية، وتتغير باستمرار خلال العام الأول من حياته. ولأن مشاكل النوم عند الاطفال قد تظهر في هذه المرحلة، إليك بعض النقاط التي توضح احتياجات النوم حسب الفئة العمرية:
- من 0 إلى 4 أشهر: في هذه الفترة، تكون احتياجات النوم لدى الاطفال حديثي الولادة متغيرة للغاية. قد يحتاج الطفل من 11 إلى 19 ساعة من النوم يوميًا، موزعة على فترات قصيرة تتناسب مع الرضاعة وتغيير الحفاضات. من المهم أن يتذكر الآباء أن مشاكل النوم عند الاطفال خلال هذه الفترة تعتبر شائعة جدًا. لذا، لا داعي للقلق إذا كان نمط نوم الطفل لا يتطابق مع التوقعات العامة.
- من 4 إلى 6 أشهر: مع بلوغ الطفل عمر 4 أشهر، تبدأ احتياجات النوم اليومية بالتناقص لتتراوح بين 12 إلى 16 ساعة. في هذه الفترة، قد يلاحظ الآباء أن مشاكل النوم عند الاطفال تتحسن تدريجيًا مع زيادة القدرة على النوم لفترات أطول دون الحاجة إلى الرضاعة الليلية. ورغم أن العديد من الأطفال قد يبدؤون في النوم طوال الليل، إلا أن مشاكل النوم قد تستمر عند البعض، مما يستدعي مزيدًا من الاهتمام.
- من 6 إلى 12 شهرًا: بعد الشهر السادس، يميل الأطفال إلى النوم أكثر خلال الليل. لكن لا تزال هناك احتمالية لظهور مشاكل النوم عند الاطفال، سواء بسبب التسنين أو طفرات النمو أو الأمراض. هذه المشاكل قد تؤدي إلى الاستيقاظ المتكرر ليلاً. يمكن للآباء في هذه المرحلة تبني استراتيجيات لتدريب النوم، ولكن يجب مراعاة أن مشاكل النوم قد تظل موجودة عند بعض الاطفال.
النوم ضروري للغاية لنمو الطفل، حيث يشهد الدماغ نشاطًا مكثفًا خلال فترات النوم، وهو ما يسهم في تطوير مهارات التعلم والعواطف والنظام المناعي. وتؤدي مشاكل النوم عند الاطفال في هذه المرحلة إلى تأثيرات سلبية على الأداء الإدراكي، والمهارات الاجتماعية، وحتى الوزن في المستقبل.
مع نمو الطفل، قد تلاحظ أنه يعبر عن حاجته للنوم من خلال بعض الإشارات مثل البكاء أو فرك العيون أو التثاؤب. من المهم مراقبة هذه الإشارات لتجنب مشاكل النوم التي قد تنجم عن الانحراف عن جدول النوم المناسب.
إن الهدف النهائي هو مساعدة الطفل على النوم المتواصل طوال الليل مع بلوغه العام الأول. وفي مرحلة الطفولة المبكرة، ستتشابه احتياجات نومه تدريجيًا مع احتياجات البالغين، مع احتمال ظهور بعض مشاكل النوم بين الحين والآخر.

كيف تساعد طفلك على النوم ؟
1. وضع روتين ثابت:
لحل مشاكل النوم عند الاطفال، من الضروري أن يتعلم الطفل النوم طوال الليل. في البداية، سيكون نمط نوم طفلك متأثرًا بتوقيت الرضاعة، ولكن مع مرور الأشهر، سيبدأ في النوم لفترات أطول بين الرضعات. في هذه المرحلة، يمكنك البدء في تطبيق روتين نهاري وليلي ثابت لتعزيز نمط النوم الصحي.
2. الاستفادة من ضوء النهار والتحفيز اليومي:
لمساعدة طفلك على تنظيم نومه والتغلب على مشاكل النوم عند الاطفال، تأكدي من تعريضه لكمية كافية من ضوء النهار والنشاطات المحفزة خلال النهار. وعلى الرغم من أن الأطفال حديثي الولادة يحتاجون إلى عدة قيلولات يوميًا، إلا أنه يمكنك تجربة جدول قيلولة يناسب طفلك ويجعله متعبًا بما يكفي للنوم ليلاً دون أن يشعر بالإرهاق الشديد.
3. اتباع روتين هادئ قبل النوم:
عندما يتعلق الأمر بالتغلب على مشاكل النوم عند الاطفال، فإن تهيئة جو هادئ قبل النوم أمر مهم. يمكنك اتباع روتين ثابت يتضمن بعض الطقوس البسيطة مثل:
- الاستحمام (إذا لم يكن يسبب للطفل الكثير من التحفيز)
- تغيير الملابس إلى البيجامة ووضع الحفاضات الجديدة
- قراءة قصة قصيرة
- غناء تهويدة مريحة
- إرضاع الطفل ليلاً مع الحرص على عدم جعله ينام أثناء الرضاعة
- تقبيله قبل النوم
- تخفيف الإضاءة وتهيئة بيئة هادئة
4. تعليمه النوم بمفرده:
في إطار حل مشاكل النوم عند الاطفال، من الضروري تعليم الطفل النوم بمفرده. الكثير من الأطفال يجدون في الهز أو الاحتضان وسيلة مريحة للنوم، لكن من الأفضل وضع الطفل في الفراش وهو مستيقظ قليلاً. بهذه الطريقة، إذا استيقظ أثناء الليل، سيكون أقل قلقًا لعدم وجودك وسيتمكن من العودة إلى النوم بمفرده دون الحاجة إلى مساعدتك.
5. خلق بيئة نوم مريحة:
من أساسيات علاج مشاكل النوم عند الاطفال، خلق بيئة هادئة ومريحة للنوم. يمكنك تعتيم الأضواء وتقليل درجة الحرارة قليلاً لضمان راحة طفلك وتهيئته لنوم هادئ ومستقر.

ماذا تفعل إذا كان طفلك لا ينام جيدًا؟
مشاكل النوم عند الأطفال قد تكون مصدر قلق للكثير من الآباء، خصوصاً عندما لا يتبع الطفل نمطًا ثابتًا للنوم. مشاكل النوم عند الاطفال تظهر بأشكال متعددة، وتختلف من طفل إلى آخر. لذا، لا تشعري بالقلق إذا لم يتوافق طفلك مع كل القواعد المعتادة للنوم.
- مشاكل النوم عند الاطفال حديثي الولادة شائعة، إذ يستيقظون عدة مرات خلال الليل. لا تترددي في استشارة طبيب الأطفال إذا كانت لديك تساؤلات حول نمط نوم طفلك.
- عندما يستيقظ طفلك باكيًا ولا يعود للنوم بعد دقائق، فقد يكون السبب الجوع أو عدم الراحة أو حاجته لتغيير الحفاض. تعامل مع هذه الاحتياجات بهدوء وسرعة. من الأفضل استخدام ضوء ليلي خافت بدلاً من إضاءة قوية. حتى أن استخدام مصباح بأضواء حمراء يمكن أن يكون مفيدًا لأنه مريح للطفل ويساعد مقدمي الرعاية في الليل دون إزعاج.
- التربيت على الطفل أو التحدث معه بكلمات مهدئة قد يساعد في تخفيف مشاكل النوم عند الاطفال القلقين. تجنبي إخراج الطفل من سريره إلا عند الضرورة.
- من المهم أن يشعر الطفل بالحب والاهتمام خلال النهار، فهذا يساعد في تقليل قلق الانفصال الذي يعد أحد مشاكل النوم عند الاطفال. يبدأ الكثير من الاطفال في الشعور بهذا القلق عند بلوغهم الشهر السادس، مما قد يؤثر على نومهم.
- اللهاية قد تكون مريحة للأطفال الذين يعانون من مشاكل النوم بسبب قلق الانفصال.
- من الطبيعي أن يعود الأطفال أحيانًا إلى جدول نوم غير منتظم. هذه التقلبات في النوم جزء طبيعي من الطفولة، وقد تحدث بسبب التسنين أو المرض أو حتى تعلم مهارات جديدة مثل الكلام أو المشي.
- إذا كنت والدًا جديدًا وتعاني من مشاكل النوم عند الاطفال، فقد تشعر بالإرهاق بسبب قلة النوم. استفد من فترات نوم الطفل لأخذ قسط من الراحة. لا تتردد في طلب المساعدة من العائلة أو الأصدقاء عندما تشعر بالتعب.
الخاتمه
نظرًا لعدم نضج الجهاز العصبي لدى حديثي الولادة، يتميز نومهم بكثرة الفترات القصيرة التي تصل إلى ساعة أو ساعتين، دون اعتبار لكونها نهارًا أو ليلًا. ولكن مع بلوغ الرضع من العمر 4 إلى 6 أسابيع، يدخل معظمهم في نمط جديد يتمثل في الاستيقاظ لمدة 4 ساعات يليها 4 ساعات من النوم. وعندما يبلغون من 4 إلى 6 أشهر، يصبحون أكثر قدرة على التكيف مع جدول نوم نهاري ليلي. بحلول نهاية عامهم الأول، ينام معظم الأطفال لمدة تتراوح بين 8 إلى 9 ساعات متواصلة طوال الليل. لكن، ينبغي التنويه إلى أن اضطرابات النوم قد تحدث بشكل شائع خلال السنوات الأولى من حياتهم.
يمكن للآباء أن يسهموا في تحسين نوم الرضع ليلاً من خلال حمل وتحفيز الطفل بشكل أقلّ ، مع التأكد من أن غرفة النوم مظلمة. هذه البيئة المظلمة تعزز النمو السليم للرؤية. من الضروري تشجيع الرضع منذ سن مبكرة على النوم بمفردهم، دون الاعتماد على حملهم في أحضان الأبوين. من خلال هذا النهج، يصبح الطفل أكثر قدرة على تهدئة نفسه عند الاستيقاظ في منتصف الليل، مما يسهل عليهم التكيف مع نمط نومهم بمرور الوقت.
المراجع
- How to Keep Your Sleeping Baby Safe: AAP Policy Explained
- Honor the Past, Learn for the Future: What does a safe sleep environment look like? (American Indian/Alaska Native Outreach)