المتصفح الخفي (جوجل ) لايحميك

المتصفح الخفي: فائدة محدودة للخصوصية عبر الإنترنت

يُشير مصطلح “المتصفح الخفي” إلى وضع التصفح الخاص أو الوضع الخفي الذي توفره متصفحات الإنترنت مثل Chrome وFirefox وEdge. يتيح هذا الوضع للمستخدمين تصفح الإنترنت دون تخزين التاريخ والملفات المؤقتة والبيانات المحلية مثل كلمات المرور وملفات تعريف الارتباط (Cookies). بينما يقدم هذا الوضع بعض الفوائد في الحفاظ على الخصوصية من المستخدمين الآخرين الذين قد يشاركون نفس الجهاز، إلا أن هناك قيودًا يجب أخذها بعين الاعتبار، حيث لا يُعتبر وضع التصفح الخفي أداة لتحقيق خصوصية كاملة.

كيف يعمل المتصفح الخفي؟

عند استخدام المتصفح الخفي، يقوم المتصفح بتعطيل التخزين المحلي للبيانات مثل تاريخ التصفح والتنزيلات المؤقتة وملفات تعريف الارتباط. أي أنه بعد إغلاق نافذة التصفح الخفي، يتم مسح جميع البيانات المخزنة مؤقتًا تلقائيًا، مما يتيح للمستخدمين الحفاظ على سرية أنشطتهم على الجهاز نفسه. لكن هذا لا يعني أن النشاط الخاص بهم يظل خفيًا على الإنترنت بشكل عام.

التهديدات التي لا يحمي منها المتصفح الخفي

1. التتبع عبر الشبكة: بالرغم من أن المتصفح الخفي يحجب تاريخ التصفح المحلي، إلا أن المواقع التي تزورها ما زالت قادرة على تتبع نشاطك عبر الإنترنت. حتى في وضع التصفح الخاص، تستطيع المواقع تسجيل عنوان IP الخاص بك، ومعرفة الصفحات التي تزورها ومدة بقائك فيها. هذه البيانات قد تُستخدم لأغراض تحليلية أو تسويقية.
2. تتبع الإعلانات: يمكن للإعلانات على الإنترنت أن تستخدم تقنيات التتبع مثل بصمات المتصفح (Browser Fingerprinting) لتخصيص الإعلانات بناءً على نشاطك، حتى لو كنت في وضع التصفح الخاص. هذا يعني أن الإعلانات المخصصة قد تستمر في الظهور حتى أثناء التصفح الخفي.
3. تتبع محركات البحث: بعض محركات البحث، مثل Google، تسجل البيانات المتعلقة بعمليات البحث التي تقوم بها حتى أثناء التصفح في الوضع الخاص. يمكن لمحركات البحث جمع معلومات حول مصطلحات البحث والمواقع التي تزورها، واستخدامها لتحسين خدماتها أو تخصيص نتائج البحث.

الأدوات الإضافية لتعزيز الخصوصية

على الرغم من أن التصفح الخفي يوفر بعض الحماية المحدودة، هناك أدوات إضافية يمكن استخدامها لتعزيز خصوصيتك بشكل أكبر:

• امتدادات منع التتبع والإعلانات: يمكن تثبيت إضافات لمتصفحك مثل “uBlock Origin” أو “Privacy Badger” لمنع تتبع الإعلانات وحجب أدوات التتبع التي تستخدمها المواقع لتحديد سلوكك على الإنترنت.
• استخدام الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN): تُعد الشبكة الافتراضية الخاصة أداة فعّالة لتشفير اتصالك بالإنترنت وإخفاء عنوان IP الخاص بك. هذا يعني أن المواقع التي تزورها ومحركات البحث لن تتمكن من ربط نشاطك بعنوان IP الحقيقي، مما يزيد من مستوى الخصوصية عبر الإنترنت.
• تصفح باستخدام محركات بحث تهتم بالخصوصية: هناك محركات بحث بديلة مثل “DuckDuckGo” لا تقوم بتتبع نشاط المستخدم أو تخزين سجلات البحث. يمكن استخدام مثل هذه المحركات مع المتصفح الخفي لتحقيق درجة أكبر من الخصوصية.

قيود المتصفح الخفي

• مراقبة الشبكة: ما الذي يمكن أن يراه مسؤولو الشبكة ومزودو الخدمة؟
• عندما نتحدث عن “التصفح الخفي” أو “الوضع الخاص” في متصفحات الإنترنت، يعتقد العديد من المستخدمين أن هذا الخيار يوفر حماية تامة لخصوصيتهم على الإنترنت. بينما يوفر التصفح الخفي حماية جزئية عن طريق منع تخزين معلومات التصفح محليًا، مثل الكوكيز وسجل المواقع، إلا أن ذلك لا يعني أنك مخفي تمامًا عن الأنظار. في هذا المقال، سنستعرض تفاصيل مراقبة الشبكة ونوضح الأسباب التي تجعل نشاطك على الإنترنت مكشوفًا لمزودي الخدمة ومسؤولي الشبكات حتى أثناء استخدامك للوضع الخاص.
• أولًا: مراقبة الشبكة من قبل مسؤولي الشبكة
• في حالة استخدامك لشبكة عمل أو شبكة مشتركة، فإن مسؤولي الشبكة يكون لديهم القدرة على مراقبة نشاط المستخدمين المتصلين بتلك الشبكة. حتى إذا كنت تستخدم التصفح الخفي، فإن هذا الوضع لا يقوم بإخفاء حركتك على الشبكة من الأدوات التي يستخدمها مديرو الشبكة. إليك شرحًا أكثر تفصيلًا:
• كيفية المراقبة: عادة ما يقوم مسؤولو الشبكة باستخدام أدوات متقدمة لتحليل حركة البيانات على الشبكة. هذه الأدوات تمكّنهم من مراقبة حركة المرور وفحص البيانات التي تمر عبر الشبكة، حتى وإن كانت مشفرة. يمكن لهذه الأدوات تسجيل كل عنوان URL تزوره ومراقبة كل حزم البيانات الصادرة والواردة.
• الأسباب: في بيئات العمل، يُستخدم هذا النوع من المراقبة لضمان أمان الشبكة ومنع المستخدمين من الوصول إلى مواقع ضارة أو غير مناسبة. الهدف الأساسي ليس التطفل، بل إدارة الموارد وضمان الامتثال لسياسات الاستخدام الخاصة بالشركة أو المنظمة.
• الحماية: لا يوفر التصفح في الوضع الخاص أي حماية ضد هذه الأنواع من المراقبة، لأن مسؤولي الشبكة لديهم القدرة على الوصول إلى طبقات أعمق من النشاط عبر الإنترنت تتجاوز متصفحك.
• ثانيًا: دور مزودي خدمة الإنترنت (ISP)
• مزودو خدمة الإنترنت، أو ما يُعرف اختصارًا بـ ISP، لديهم دور محوري في كيفية الوصول إلى الإنترنت. لذلك، يكونون قادرين على تتبع نشاطك بغض النظر عن الوسيلة التي تستخدمها، سواء كان ذلك التصفح الخفي أو العادي.
• ما الذي يمكن لمزود خدمة الإنترنت رؤيته؟: حتى عند استخدام الوضع الخاص، يظل مزود الخدمة قادرًا على تسجيل تفاصيل الأنشطة التي تقوم بها على الإنترنت، مثل:
  • المواقع التي تزورها: كل مرة تقوم بزيارة موقع معين، يمر طلب الاتصال عبر مزود الخدمة أولاً. وبالتالي، يستطيعون رؤية أسماء المواقع التي تزورها وتسجيلها.
  • البيانات المرسلة والمستلمة: مزودو الخدمة لديهم القدرة على معرفة نوعية البيانات التي تتبادلها عبر الإنترنت، سواء كانت نصوصًا، صورًا، أو ملفات أخرى، حتى وإن كانت مشفرة، يستطيعون رؤية كميتها وعنوان المتلقي والمرسل.
  • مدة التصفح: يمكنهم مراقبة الوقت الذي تقضيه على مواقع معينة، ما يسمح لهم بتكوين صورة مفصلة عن نمط نشاطك على الإنترنت.
• هل التشفير يحمي؟: التشفير، مثل استخدام بروتوكول HTTPS، يوفر حماية جزئية لأنه يمنع مزود الخدمة من رؤية محتوى البيانات المرسلة، ولكنه لا يمنعهم من رؤية أنك قمت بزيارة موقع معين أو أن هناك تبادلاً للبيانات.
• كيفية تحسين الخصوصية على الإنترنت
• إذا كنت مهتمًا بحماية نشاطك على الإنترنت من مزودي الخدمة أو مسؤولي الشبكة، فإن هناك عدة طرق يمكنك اتباعها:
• استخدام شبكات VPN: الشبكة الافتراضية الخاصة (VPN) تقوم بتشفير كل حركة المرور بين جهازك وخادم الـ VPN، مما يجعل من الصعب على مسؤولي الشبكة أو مزودي الخدمة رؤية نشاطك. ومع ذلك، تظل حركة البيانات مرئية لمزود الـ VPN نفسه.
• استخدام متصفحات تركز على الخصوصية: بعض المتصفحات مثل Tor تُخفي عنوان IP الخاص بك وتقوم بتوجيه حركة مرور البيانات عبر شبكات متتابعة لتجعل من الصعب على أي جهة مراقبة النشاط.
• التشفير المتقدم: يمكن استخدام أدوات لتشفير محتويات الرسائل والمراسلات الإلكترونية بشكل فردي، مثل أدوات تشفير البريد الإلكتروني، لتضمن أن محتوى البيانات يظل مخفيًا حتى إن تم اعتراضه.
• على الرغم من أن التصفح الخفي يمنع متصفحك من حفظ السجل أو الكوكيز، إلا أنه لا يوفر الحماية المطلوبة من مراقبة الشبكات ومزودي الخدمة. مسؤولو الشبكات ومزودو خدمة الإنترنت يمكنهم رؤية نشاطك بشكل واضح، بما في ذلك المواقع التي تزورها والبيانات التي تتبادلها. لذلك، إذا كنت ترغب في تحسين خصوصيتك على الإنترنت، يجب عليك استخدام أدوات إضافية مثل VPN أو متصفحات تركز على الخصوصية.

في النهاية، يعتبر وضع التصفح الخفي أداة مفيدة لحماية الخصوصية من المستخدمين الآخرين على نفس الجهاز، لكنه ليس حلاً كاملًا لحماية نشاطك على الإنترنت. لحماية خصوصيتك بشكل أفضل، يجب أن تعتمد على أدوات إضافية مثل الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN)، وامتدادات المتصفح التي تمنع التتبع، وكذلك التفكير في استخدام محركات بحث تركز على الخصوصية.

المصدر

• يمكن الاعتماد على مصادر مثل Google Support وMozilla Privacy للتعرف بشكل أكثر عمقًا على كيفية عمل المتصفح الخفي والأدوات التي تحسن الخصوصية عبر الإنترنت.

• Security.org – Network Monitoring and Privacy.